عندما يكون منافسك هو نفسك

الحمدلله والشكر لله على عام 2020 والذي يسبقه خطة دامت خمسة أعوام تعلمت منها الكثير ومن أهم هذه الأشياء الصبر، هنا لا اتحدث عن المنافسة في مجال معين أو مهارة او نجاح او خسارة بل اتحدث عن شخص سعود الخميس الذي كان بعمر الـ 14 سنة حتى عام 2013 ( عمري حاليا 34 سنة مواليد 1986 ) ومن عام 2013 الى 2018 شخص ومن 2018 إلى 2020 شخص متصالح مع نفسة.

قبل عام 2013

ذلك الشاب الذي ارهق والده بالطلبات، تفاجئه والدته بحاسب محمول، مختلف عن أخوانه، اتفق مع زوجته بأن المستقبل سيكون افضل، متقوقع في عالمه المليء بالأسلاك والكاميرات والعدسات والقصائد والخواطر وغارق في المساحة البيضاء والسوداء دون الحاجة الى المساحة الرمادية فكانت النتيجة إنسان غير اجتماعي سوداوي وسلبي وبنفس الوقت متناقض ( طبيعة الكائنات البشرية ) يقدم مايستطيع ومالا يستطيع لتقديم المساعدة فكان دائما يتحدث عن عالمه بعيدا عن العالم الخارجي وعندما يواجه العالم الخارجي يفهم الأمور بالفطرة هناك حق وهناك باطل ليس هناك اختلاف، يعمل ويدرس ويتعلم من عالمه بنفس الوقت، يفضل التجربة، مليء بالتغيير، اصبح محرك بحث العائلة والأصدقاء ومن هم افتراضيين في عالم الإنترنت لم يفهم ضميره جيداً حتى اصبح مصدر ضغط له وكانت النتيجة كالآتي :

  • لا يوجد مجال محدد للتركيز فبالتالي تشبع بالعشوائية.
  • لا توجد إدارة للوقت فبالتالي هناك ضغط مستمر.
  • محط استغلال الجميع وحاضر للجميع وفقد نفسه.
  • سوداوي وصريح ولا يجامل ويهتم بالنتيجة.
  • ليس هناك مساحة رمادية.

 

ذلك الشاب في وقتها لم يفهم بأن هذه السلبية الموجودة أعلاه هي بالأساس إيجابية لمستقبل أفضل، دعونا نحول هذه النقاط بشكل إيجابي عندما تذكر ذلك الشاب بعمر الـ 34 عام هذه النقاط وكيف ابتسم، فماهي النتيجة :

  • كان يتعلم كل مايرغب ليفهم اكثر الواقع واين هو في هذا الواقع.
  • كان منشغل بمايريد بحكم بأن ليس هناك التزامات او مسؤوليات.
  • كان محط دعم للجميع وقاعدة لابد منها فالاغلب يعتمدون عليه.
  • كان يتعلم اختلاف الشخصيات وردة فعلهم اتجاه الحقيقة والنتيجة.
  • كان لا يعلم بأن هناك مساحة رمادية فكان مع نفسه دوماً.

 

ذلك الشاب وقتها بطول 171 سم ووزن لا يتجاوز 51 كيلو لا يهدأ ومليء بالحركة والانجاز فكان يركز دوماً بأن يكون افضل كل يوم وليس كل عام بحكم عمره وقتها، مؤمن بأن هناك مستقبل وهناك نتيجة علماً بأن تلك المرحلة كان الجميع يقف ضده عندما نتكلم عن النتيجة المادية، نظرته الى الواقع، مكسبه من الواقع الغريب والذي كان يتصف بالنبل والمليء بالخسارة ولكن كان يقول دوماً بينه وبين نفسه انت تتحمل نتيجة قراراتك، لن اخسر، سيكونون يوماً ما معي وليس ضدي فلم يأتي الوقت بعد، كانت عشوائيته هنا وهناك :

  • يلعب فيديو جيمز كثير.
  • يلعب كرة قدم كثير.
  • كان صديقة كلب. ( سكوبي )
  • منتديات أشعاري.
  • مدونة أشعاري.
  • مدونة عالم ابل.
  • مدونة سعود نولوجي.
  • مدونة عالم التقنية.
  • مجموعة أبو نواف.
  • طالب متوسط / ثانوي / جامعي.
  • يعمل كول سنتر في الخطوط السعودية.
  • يعمل كول سنتر في فندق انتركونتنتال.
  • يعمل في مكتب عقار كمصور ومدير موقع الكتروني.
  • يعمل مصمم في أوقات الفراغ.
  • يعمل مصور في أوقات الفراغ.
  • كبير المصممين في احد الشركات.

 

ذلك الشاب يستهلك نفسه دوماً ويقع في فخ ( السلف ) لحبه لتملك كل مايرغب به، كان هناك لسته احلام بالنسبة له حققها جميعها في تلك الفترة فربح مايريد ولكن خسر الفائض، مبلغ مجهوده في العمل كتسديد مستمر، ضغط فوق العاده وتهديد بجلطتين بالمخ، متزوج ولديه طفله وبيت ومسؤولية، مشهور في وقت المشاهير قله وحدث الامر بلا تخطيط فبالتالي كانت النتيجة عشوائية دون استغلال لهذه الفرصة، ينظر الى اللحظة وليس المستقبل، لم يفهم الادخار، يأكل لأجل الاكل وليس للمتعة، ابرز الامور السلبية التي اصبحت عقبه في عاتقه بالمستقبل هي :

  • يعمل لكي يحصل على مايريد كالأطفال. ( حب التملك )
  • يتسلف لكي يحصل على مايريد في وقته كالأطفال. ( حب التملك )
  • يكره الوظيفة ويعشق العمل الحر بدون تخطيط. ( شهر كاش / شهر طفران )
  • ينام قليلاً يعمل كثيراً يفكر دوماً كالمجنون.
  • لا يستمتع بالمال بل بالنتيجة ومايريد فقط. ( لا يوجد ادخار )
  • يفكر باللحظة ولا يفكر بالمستقبل. ( ليس هناك نمو بل هبوط )

 

ذلك الشاب في وقتها لازال يردد وهو يعلم كل ماهو مكتوب اعلاه بأن هناك شيء سيتحقق ويجهل ماهو، يريد ان يثبت لمن كانو ضده بأنه على حق ولكن النتائج هي التي على حق، لم يتحقق شيء وليس هناك مايثبته، ليس اقوى من الواقع عندما يضع قوانينه وقراراته وهي بالغالب تخالف الواقع، لن يتغير العالم بوجوده فقط لأنه يعتقد بأنه مختلف، دعونا نحول هذه النقاط بشكل إيجابي عندما تذكر ذلك الشاب بعمر الـ 34 عام هذه النقاط وكيف ابتسم، فماهي النتيجة :

  • كان يريد ان يتعلم لأنه مؤمن بالتجربة.
  • يضع سبب يجعله يعمل اكثر ليثبت بأنه مسؤول.
  • كان يجهل بأن الراتب مفيد للإدارة المالية ويجهل ماهي الإدارة المالية.
  • كان يجهل إدارة الوقت ويعتقد بأن ليس هناك وقت.
  • كانت التزاماته ومسؤولياته اقل ويستسهل الأمر.
  • كان يجهل خطة طويلة المدى.

 

ذلك الشاب قرر واخيراً ان يكون واقعياً بالعاميه ( خربها ) شعر بالملل من كثرة الضغط والعناد وفرض الأمور وتحدي الواقع وأعترف اخيراً بأن هناك خطأ، هناك امر ما لم يصل حتى الان الى معرفته كمرحله من مراحل النضج فبالتالي اغلق كل شيء وكتب كل شيء من جديد وكأنه بدأ من الصفر.

بعد عام 2013 حتى 2018

ذلك الشاب قرر ان يتعلم من الماضي ويخرج الى الواقع وينظر الى الحاضر ويفكر بالمستقبل، في عمره الحالي جرب الكثير وتعلم الكثير، نجح، خسر، خدع، سرق، رزق بطفل آخر، هناك التزامات جديدة، مسؤوليات جديدة، عليه الاختيار بين شخصيته القديمة او شخصيته الجديدة، كان يفكر بنفسه وبمايريد، اصبح يفكر بالجميع وهم على عاتقه، وكانت نتيجة هذا التفكير الطويل مع نفسه الآتي :

  • وحدك لن تستطيع ان تفعل كل ماتريد.
  • وحدك لن تنمو وتصبح اكبر.
  • وحدك لن تواجه الواقع والواقع ليس عدوك.
  • وحدك لن تكون مختلفاً بأن اختلافك يتضح مع الجميع.
  • وحدك وعالمك المتقوقع السوداوي والسلبي لابد اني يكون العكس.
  • وحدك ووحدك ووحدك الى مالا نهاية.

 

ذلك الشاب كان قاسي على نفسه بحكم التزاماته ومسؤولياته الكثيرة والتي تشكلت بسبب قرارته العشوائية وبالغالب كانت متسرعة، قرر أنت يتعلم الواقع ويخرج من عالمه الى العالم الحقيقي وليس الافتراضي ويبتعد ان الصفات النبيلة ( كما يذكرون ) ويقننها ويسدد ويقارب، قرر ان يكون بالمساحة الرمادية ليكتشف اكثر، يجعل هناك وقت للتفكير واتخاذ القرارات فكانت النتيجة كالآتي :

  • مخالطة المجتمع يجلب فرص اكبر.
  • الواقع عبارة عن مصالح مشتركة.
  • الكائنات البشرية مختلفة ومتناقضة.
  • الظروف تتغير فلابد ان يتكيف ويتغير.
  • الحياة اكبر وأجمل من عالمه.
  • تستطيع تحقيق رؤيتك واختلافك مع الآخرىن.

 

ذلك الشاب قرر الإجابة على عدة اسئلة، من أنا ؟، من هم ؟، ماذا اريد ؟، ماذا سأصبح ؟، ماذا سيصبحون ؟، كان يعلم جيداً بأن الاجابات جديدة بالنسبة له وبأنها اصعب ممايتوقع ولن تحدث في يوم وليلة، فبدأ بالترتيب وكتابة خطة تمتد الى خمس سنوات.

من أنا ؟

اخرج ورقة بيضاء وبدأ بالكتابة، ماهي مجالاتي ؟، ماهي مهاراتي ؟، ماهي علاقاتي ؟، ماهي شخصيتي ؟، اين عائلتي من كل هذا ؟، استمر بكتابة المجالات التي يستطيع ان يتحمل مجهودها البدني والذهني في حال كانت تحت خطة طويلة المدى، استمر بكتابة مهاراته التي يستطيع ان يجني من خلالها المال بعيداً عن التجربة والخطأ، استمر بكتابة علاقاته التي قدم لها العون يوماً ما فكيف سيتفيد منها، استمر بكتابة شخصيته التي كانت تعمل دوماً تنام قليلاً وتأكل قليلاً بعيداً عن امور الحياة الاخرى العامة، ففي تلك الاثناء واثناء كتابة اجابة هذا السؤال ظهرت شخصية ( نصيب ) من الله لتؤدي رسالة نبيلة وعظيمة ليعود به الزمن لذكرى ( نبيلة كما يذكرون ) عام 2013 بالتحديد بعد اغلاق كل شيء سابقاً لتكون حجر الأساس بعد الله لما سيحدث لمستقبله فيما بعد.

بدر الجربوع : شخص من مقطع الاغلاق من هنا تواصل معه في وقت لم يكن يتواصل مع احد، زحمة تواصل في موقف لا يستطيع ان يستوعب قراره الجديد والذي لا يعلم هل سيغير حياته للأفضل او للأسوء، آمن بدر بأن تلك السنوات والمجالات والمهارات لابد ان تتجه الى المسار الصحيح وليس من العدل والانصاف ان تكون نهايتها بهذا الشكل.

عائلته : كانت العائلة تنظر له نظرة الشخص المليء بالعمل وقليل الحظ بحكم خبرته القليله بالواقع فكانوا يوماً ما يدعمونه بشكل غير مباشر وغير مستشعرين بنتيجة مايفعل حتى خرج للواقع واصبح هناك نتيجة يستفيد منها الكثير من الناس ولكنه لا يستفيد كغيره فهو ينظر للأمور بشكل مختلف.

زوجته : يتذكر ذلك الشاب بأنه اخبر زوجته بأن هناك أيام صعبة، هناك شخص يحب مقتنياته وعالمه، سيبذل الكثير من الجهد ليصنع نقطة تحول لهم جميعاً، وافقت بلا تردد، فهنا قرر ان يكون مسؤول وان يجعل هذا الاتفاق على عاتقه دوماً فبالتالي لابد ان يعمل، يعوض، يصنع نقطة تحول لبيته الصغير الذي يكبر يوماً بعد يوم.

الاصدقاء : يتذكر ذلك الشاب كل صديق حقيقي او في العالم الافتراضي الذين قدموا له معلومة او خطوة الى الامام لإمانهم التام به وبما سيقدم في المستقبل فهولاء كنز ورسائل من الله عز وجل لتيسير الأمور والتي كانت في وقت من الأوقات خاليه من الحلول وعقبه في طريق شيء ما.

ذلك الشاب قرر من جديد ان يثبت لهولاء بأنه يستطيع، بأنه على حق، بشكل مختلف وبالنتائج، بدر الجربوع صحح مسارات حياته من خلال كيف ينفق، كيف يتخلص من قراراته السابقة، كيف يسدد كل الديون، كيف يشعر بنعمة الفائض، كيف يستغل مهاراته ومجالاته بشكل واقعي كالجميع، كيف يغير من شخصيته لتواجه الواقع وتدركه، عائلته قررت ان تقف في صفه، تدعمه معنوياً، تكون اكثر صراحة بالمقارنة مع الغير وتبين له وجه الاختلاف، زوجته وقفت معه في السراء والضراء واهتمت بأطفاله، فبعد هذه النعم التي ارسلها الله له من حيث لا يعلم قرر ان يحقق الآتي :

  • يعمل بلا توقف.
  • يسدد كل الديون.
  • يعوض كل من وقف معه.
  • يفكر بالمستقبل دوماً لهم وليس له.

 

كان دائماً يقول في نفسه، ان الله سبحانه وتعالى يقدم له الكثير وان مهمته في هذه الحياة ان يعمر الارض ويحقق بها نتيجة ويستغل هذه النعم لإثبات بأنها نعم وليس نقم فهو مدرك تماماً بأنها مسؤولية على عاتقه فبالتالي لابد ان يثبت بأنه رجل مسؤول، كان مدرك ويعلم كيف يرد ذلك الفضل لله ولجميع من دعمه ووقف معه من خلال :

  • بدر الجربوع سيستشعر بأن هذا الشخص كل يوم أفضل وسيشاركه كل شيء.
  • عائلته ستجد ذلك الشاب في وقت الأزمات دوما.
  • زوجته سيتم تعويضها عن كل ذلك الصبر والإيمان التي آمنت به.
  • اصدقاءه سيصلهم منه كل جديد يقدمه وتذكير بأنهم جزء من هذا الشيء.

 

من هم ؟

ذلك الشاب قرر ان يشاهد عالمه، العالم الخارجي بنظره مختلفة عن السابق، من هم من كنت اقدم لهم كل ما استطيع وماذا نلت ؟ وكان دوماً يقول في نفسه الواقع عبارة عن مصالح مشتركة فكيف سأقدم لكي احصل ؟ هذا السؤال لم يأخذ معه الكثير للإجابة عليه فالأمر واضح مقارنة بغيره بنفس مجاله او مهاراته او ظروفه، كان هناك صوت يتردد في ذهنه دوماً هذا هو الواقع وهذه الكائنات البشرية قد يكون الاختلاف عائق لي قد يكون الاختلاف تمديد لماهو آت فبالتالي لن يكون هناك اختلاف بل سيكون هناك التزام ونتيجة، سأقول لا، سأسأل عن حقي اولاً، وقتي له ثمن.

ذلك الشاب وضع فلتر لجميع من وقف معه من الأقارب والأصدقاء خارج هذه الإجابة ليكون عادل ومنصف، يعلم بأن الحياة لن تسير اذا كانت جافه بالكلية، يعلم بأن هناك منطقة رمادية في كل شيء وهناك منطقة سوداء وبيضاء حسب الظروف.

ماذا أريد ؟

ذلك الشاب مدرك بأنه يسأل هذا السؤال منذ ان كان بعمر الـ 14 سنة ولا يريد الاجابة عليه بشكل عشوائي وسريع، قد كان في السابق يتعلم مايريد ويجرب مايريد ويشتري مايريد لكي يحصل على الاجابة ولكن ليس هناك اجابة بل المزيد من الاستهلاك البدني والذهني بلا عوائد، بلا نقاط تحول، فقط عباره عن شخص يجيد الكثير من الامور ولكن لا يستطيع ان ينميها ويجني منها الفائدة لنفسه، فقرر بمساعدة بدر الجربوع بأن يجعل كل مايعرف من المجالات والمهارات في منشأة اليوم اسمها شركة تيلرز, قرر ان يتوقف عن نشر المعرفة ولكن حبه الشديد لهذا الامر خلق له فرصة لهذا الامر في المستقبل بعدة افكار لم تستمر ولكن تأجلت الى وقت ما، اصبح يتقبل المشاركة في المشاريع بمساعدة بدر الجربوع وصديقة يزيد العمري ليكون هناك أربعة، اصبح يتقبل الشراكات الفاشلة بدخوله عدة مشاريع كشريك مؤسس ولكن لم تستمر، أقتنع تماماً بأن ليس هناك نتيجة فورية، ليس هناك نتيجة مثالية، كل شي في هذا الكوكب قابل للفوز، الخسارة، الربح، الاستقرار، المشاكل، اختلاف الظروف، وتعلم عدم شخصنة الأمور في الأمور التي تتعلق بعالم الأعمال.

ذلك الشاب اصبح مدرك الان في عمر الـ 34 عام بأن العمل وانت تعلم ماتريد افضل بمراحل من العمل لأن الفرصة سنحت له فبالتالي مر بمحطات غيرت مستوى تفكيره وحياته للأفضل بحلوها ومرها لاستغلال كامل طاقته بأن يقول لا ويقول نعم وهو يعلم لماذا وبأن يجرب نفسه في عوالم مختلفه عن عالمه السابق وكانت كالآتي :

أول فرصة كانت كمؤسس قسم خدمات الكترونية من شخص كان لا يعرفه ولكن قال لا استطيع العمل الا معه، لم يقل ( لا ) لأنه فعلاً لا يعرف الشخص ولم يعمل معه من قبل بل قرر ان يحصل عليها ويستغل كل مهاراته لتحقيق خطة مدتها سنة.

ثاني فرصة كانت كمصور رسمي لأحد البنوك ومن هنا تعلم بأن لا يتنازل عن حقه ويرفع قيمة مهارته بالسوق ويقدر ثمن مجهوده حسب الجهة التي سيعمل معها بالإضافة إلى خبرته الطويلة في المجال لتحقيق عقد مدته سنة.

ثالث فرصة كانت معد لحلقات تقنية في احد القنوات الفضائية، تلتها فرصة اخرى كمشرف مؤثرات بصرية لأحد البرامج، وهذا الامر تعلم منه بأن مهاراته ومجالاته لا تحصرها وظيفة معينة او مجال محدد فهي تتشكل حسب المطلوب.

رابع فرصة مرتبطة بأول فرصة وكان مؤشر بأن الخطط طويلة المدى تتحقق وقد تحقق معها فرص اخرى افضل وهذه الفرصة كانت نقطة تحول جوهرية في حياته المهنية وتغير الحال الى حال افضل بعد الله والأخذ بالأسباب.

ذلك الشاب تعلم من هذه الفرصة بأن يحدد مصدر رزقه ويسعى لتحقيق ذلك واثباته لنفسه وللجميع فبالتالي لا مجال للرجوع لما كان عليه الحال سابقاً بأن يعمل بلا هدف وعلى امل ان يحدث امر ما في المستقبل، يعتقد ذلك الشاب الان وهو بعمر الـ 34 عام بأنه يعلم مايريد، بالنتيجة تظهر الكثير من المؤشرات التي تبدد الخوف من المستقبل وتعزز الثقة بالنفس وتقرر في أي وقت بعد الله بأن هناك دوماً أمل وهناك دوماً نتيجة بمساعدة من يؤمنون ويقدرون مايستطيع ان يفعله لهم.

ماذا سأصبح ؟

ذلك الشاب بعد كل هذه السنوات من التجربة والخطأ والصح والخسارة والربح والتوقف والأستمرار لا يريد ان يضيع وقته في اي امر في حياته بلا تخطيط، لكل امر سبب، لكل مشكلة حل، لكل حل نتيجة، فهو مستمر الان بثلاثة امور ثابتة وهي كالآتي :

 

مؤمن بأن هذه المشاريع يوماً ما ستنجح نجاح باهر، ستنمو بلا طمع وتسرع في النتائج، لا يريد ان يضيف عليها اي امر اخر ويعيد الخطأ السابق للحد من العشوائية، التركيز بمايقدم وماسيقدم في المستقبل ويتعامل مع الأمور بواقعية ويتخللها بعض الأفكار الجديدة، في كل مشروع من الثلاثة مشاريع تمت على رؤية واضحة لن تتغير مهما كانت الظروف فتعلم من ذلك بأن البدايات قد لا تكون معك لمدة طويلة من الزمن لكن اذا اصبحت معك بعد الله سيكون الماضي عباره عن ابتسامة عريضة لتحقيق امر ما بخطة طويلة المدى.

ماذا سيصبحون ؟

ذلك الشاب يعلم بأن حياته الحالية ليست له، هو الان بدور من سيحقق نتيجه ويثبتها لجميع من وقف معه فقرر ان يكون كل سنة أفضل بعد الله، ليكونون هم افضل كل سنة بعد الله، فهم مقترنين بشكل او بآخر بأن النتائج تعكس واقعهم كما تعكس واقعه، وعندما اصبح بعمر الـ 34 عام الان يدرك بأن ليس هناك مجال للتراجع بل هناك مجال الى الذهاب الى الامام ولا يسعى الى القمة بل يسعى ان يستمر متصالح مع نفسه ويقدم مايستطيع ومالا يستطيع لتكون حياتهم أفضل.

خطة 5 سنوات

ذلك الشاب بدأ بالخطة منذ عام 2013 على أمل أن تتحقق في عام 2018 ومقارنة بما قبل عام 2013 كانت المهام المترتبة عليه والعشوائية على مر السنوات تقريباً 16 مهمة يجمع بينها ولكن بعد عام 2103 كانت هي أربعة فرص كونت ثلاث مشاريع قضت على العشوائية فكانت المفاجأة، لتكون ناجح في الواقع ليس في الغالب ان تعمل أكثر، تأخذ فرص أكثر، تستهلك كل مهاراتك بمجالات متعددة، بل التعامل مع الواقع في حد ذاته مهارة فمن هنا تأتي الخبرة والتي من خلالها خرج بهذه النقاط :

  • عندما تضع سبب رئيسي لخطتك المستقبلية بلا رجعة ستكون ذكرى تدفعك الى الأمام دوماً عند الاحباط واليأس.
  • عندما تعمل على اساس خطة طويلة او قصيرة المدى ستكون النتيجة بالغالب جيدة فلا تستعجل النتائج.
  • عندما تقول للفرصة نعم وانت مدرك ماذا تريد ستكون النتيجة بالغالب جيدة لأن الاختيار ليس عشوائي.
  • عندما تعمل على المشاريع بعيداً عن الشغل الحر الفردي ستكون نتائجك وعوائدك أفضل لأنك مع فريق.
  • عندما تدرك بأن حياتك ليست لك وحدك وقتها ستكون قراراتك اكثر حكمة بعيده عن التسرع والعشوائية.
  • عندما تكون صديق للواقع ليدفعك الى الامام افضل بمراحل بأن تعاديه وتفرض الأمور لتكون لا منطقية.
  • عندما تقرر بأن التركيز خير من العشوائية ستكون النتائج افضل واسرع لأنك تعمل أقل وتستغل الخبرة.

 

ذلك الشاب حقق الخطة في نهاية عام 2017 فكان الهدف بأن يعوض كل موقف معه وتمت، يفكر بالمستقبل لهم وليس له اصبح شغوف بذلك، لم يحقق تسديد كامل ديونه ولكن اقترب منها جداً وقرر بأن يسميها مرحلة الصفر، بأن يكون بلا وظيفة وتمت وقدم استقالته، حدد مصدر رزقه في مشاريعه بتوفيق من الله، حدد مهامه وأدواره بعد ما أصبحت المشاريع واضحة وموجودة في السوق، اصبح اكثر حكمة في التعامل مع الواقع وخصوصاً الكائنات البشرية واختلافهم، ولكن الجديد هنا بأن هناك شيء تحقق وكان مكتوب قبل 5 سنوات وبمساعدة الآخرين سواء من وقفوا معه أو ضده وتخلص من الفردية والعشوائية وقرر ان يعمل دوره فقط دون التدخل في ادوار الآخرين من باب المساعدة ويعلم متى يقول لا، متى يقول نعم، يعلم متى يغلق هاتفه، يعلم متى ينام، بالمختصر يعلم ماذا يريد ويتخذ القرارت بدراية وليس هناك في حياته أي امر عشوائي أو مبهم أو تم اتخاذ القرار فيه بلا هدف، تصالح مع نفسه، تصالح مع الواقع، راضي وبقناعة بأن كل سنة ستكون أفضل بعد تحقيق هذه الخطة وهاهي تمت بفضل من الله وتوفيقه.

ذلك الشاب قرر بعد ذلك بأن يتخلص من اعباء العلاقات السابقة والتي لا تضيف له شيئاً وقد تكون مصدر خسارة لا نهائية له في المستقبل، كان وجودها عبئ عليه كالأشخاص أو جهات الذين لا يحترمون الاتفاق أو يلتزمون به كالعمل بعائد آجل او بلا عوائد او كتعويض لموقف سابق وكانو تحت تصنيف ( ما عنده شيء يخسره ) كما هو الحال في استخدامه للفلتر كما ذكر سابقا، ركز على العقود والمكتوب على ورق وفضل مقولة ” اللي اوله شرط اخره نور ” ليحقق امر مباشر بعوائد مباشرة ليركز بالنتائج بعيدا عن التفكير بالأشخاص أو الجهات ولكي لا يكرر خطأ رئيسي من اخطاء الماضي.

من عام 2018 حتى 2020

ذلك الشاب بلا وظيفة منذ اكثر من سنتين، تركيز عالي بالمشاريع حتى تصبح اكبر وحتى يحدد أدواره ويركز عليها فقط ولا يعمل كل شيء بل هناك مجال للتفويض، قرر ان تكون هذه النعمة بوقتها الحالي ذات قيمة وهدف جديد في حياته العائلية والمهنية ففعل الآتي :

  • وقت محدد للعمل يبدأ من الساعة الثامنة والنصف حتى الرابعة والنصف.
  • سن نظام مالي للحد من المصروفات الغير ضرورية وليكون هناك مجال للادخار.
  • سن نظام رياضي خمسة أيام في الأسبوع للوصول إلى الوزن المثالي.
  • النوم يومياً لمدة 8 ساعات سواء كان بشكل متقطع او النوم باكرا.
  • قضاء وقت اكبر مع العائلة والتعويض في هذا الأمر والمشاركة فيه.

 

ذلك الشاب يدرك بأن هذه الفترة روتينية، تركز على تحقيق رؤية المشاريع، البقاء في المنزل كثيرا، قتل أوقات الفراغ في أمور مفيدة، فهي مرحلة النضج التي تمناها من سنوات وتحققت بفضل من الله وتوفيقه مع تصالح مع النفس فكان دائما يقول لا توجد مشكلة بل يوجد هناك حل، الواقع يتطلب الروتين وأنت بنفسك تستطيع ان تقتل اي فراغ يجعل من هذا الروتين مملاً، انت بنفسك تستطيع ان تغير نظامك المالي والرياضي لما هو مفيد للمستقبل، أنت بنفسك تستطيع ان تحدد أوقاتك وتديرها مهما كانت الظروف وتعطي كل ذي حق حقه.

ذلك الشاب حقق مرحلة الصفر في هذه الفترة، الجميل في هذه الفترة بأن تحقيق مرحلة الصفر كانت أسهل من السنوات السابقة فكان هناك نضج اكبر، لا مجال للحرمان فيها، والأجمل بأنه يدرك ماذا يفعل ( بما انه حقق ادراك مايريد ) وهنا الأمر مختلف، ماذا تريد كخطة طويلة أو قصيرة المدى تحقق نتيجة مهنيه ولكن عندما تدرك ماذا تفعل فأنت تحقق نتيجة يومية تفيدك على المدى القصير أو البعيد.

ذلك الشاب اليوم 01/01/2020 قرر أن يعود إلى الاستشارات وتقديم الدورات والحصول على فرص جديدة مع العودة إلى نشر المعرفة والتركيز بحساباته الشخصية للحد من وقت الفراغ بعد أوقات العمل ولكن المختلف عن السابق بأن كل شيء مخطط له كمحتوى وكنتائج، خطط لما هو قادم بالمستقبل في المشاريع والأعمال، خطط لما هو قادم لعائلته ومن وقفوا معه، متصالح مع نفسه وبقناعة تامة بأن هناك نمو جديد قادم في المستقبل والأهم من ذلك يتقبل بأن هناك نجاح أو فشل، لن يتقبل بأن هناك توقف بل هناك استمراريه.

8 ردود على “عندما يكون منافسك هو نفسك”

  1. ياااسلام عليك ، ابدعت .. ما شاء الله تبارك الله و احسنت .تغيرات جذرية و تطورات رهيبة ، الحافز الرهيب ، الله يوفقك .انت جميل بكل ما تعنيه الكلمة شكرا سعود الإبداع ومن أفضل إلى أفضل ايه البطل

  2. موفق خير يابوالبندري ..!
    والتصميم جميل واعجبني اللون كثير حسيته مريح واكيد المحتوى ان شاء الله ما تغيبنا عن كثير في طرحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة سعود الخميس © 2017 · 2019
Copyright 2019· All rights reserved

تصميم وتطوير شركة تيلرز